المحتوى التعليمي الرقمي يعتبر من أحدث مفرزات العصر التكنولوجي الذي نواكب نهضته.

فلم تعد الوسائل التعليمية الإيضاحية التي كان يعرضها المعلم على سبورة الصف هي السبيل الوحيد لإيصال المعلومة.

وإن صح القول أيضاً، فلم تعد الصفوف التقليدية هي المكان الوحيد الذي يجتمع فيه التلاميذ لتلقي العلم.

فكل شيء من حولنا تطوّر بشكل كبير بما في ذلك أساليب التعليم وطرقه وأدواته.

ولا يمكننا تحجيم أسباب اتجاه الناس نحو التكنولوجيا الحديثة والتعليم الرقمي فقط بتطور هذه الأساليب.

وإنما من المؤكد كان لانتشار الأوبئة في مختلف أنحاء العالم دوراً بارزاً في هذا التحوّل.

ولا سيما بعد تطبيق معايير التباعد الاجتماعي والحظر الصحي في مؤسسات الدولة والشركات العامة والخاصة، وفي مختلف نواحي الحياة.

مما ساهم في إغلاق الكثير من الجامعات والمدارس والمعاهد وإيقاف أو تأجيل التعليم التقليدي حتى انتهاء هذه الأزمة.

ولكن هل من المعقول أن يترك التلاميذ دون تعليم؟

أم هل من المعقول أن يترك طلاب الجامعات- وخاصة الذين يدرسون في سنوات التخرج الأخيرة- بدون محاضرات أو امتحانات؟

بالتأكيد لا، لذلك كان لا بد من إيجاد حل بديل سواء أكان مؤقتاً أم دائماً لاستمرار العملية التعليمية.

وكان هذا الحل هو التعليم الرقمي أو ما يوصف أحياناً بالتعليم عن بعد.

مع العلم أن التعليم عن بعد هو أحد فروع التعليم الرقمي فقط.

ومن المجحد حقاً أن ننسب نشوء هذا النوع من التعليم إلى السنوات الأخيرة التي شهدنا فيها ظهور جائحة كورونا.

فمن منّا لم يسمع بالجامعات الافتراضية منذ أكثر من 10 سنوات مثلاً.

ولكن يجدر بنا القول أن المحتوى التعليمي الرقمي وأساليبه تطوّر بشكل كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة.

ولم يعد مقتصراً على النصوص، بل شمل أيضاً الصور والفيديوهات والمحاضرات التفاعلية والتسجيلات الصوتية والأساليب الإيضاحية.

وحتى السبّورة الإلكترونية، التي يستطيع المدرّس الكتابة والشرح من خلالها لتظهر على شاشات جميع الطلبة المتصلين معه.

لذلك سنشرح لكم في هذه المقالة كل ما يتعلق بالمحتوى التعليمي الرقمي وكيفية صناعته وتحديد أهدافه، فقط تابعوا معنا.

تعريف المحتوى التعليمي الرقمي

  • لم يسبق أن وضع أحد من الناس تعريفاً واضحاً أو خاصاً للمحتوى التعليمي الرقمي.
  • ربما لأنه يشرح نفسه بنفسه، أو لعل السبب في ذلك يرجع إلى تنوّع أساليبه وفروعه بشكل كبير.
  • ولكن من الممكن إيضاح هذا المفهوم وتعريفه بأنه عبارة عن مجموع الأفكار التي يعمد المدرّسين أو المدربين أو العلماء أو الأدباء أو المؤثرين اجتماعياً إلى إيصالها لطلابهم ومتابعيهم وجمهورهم.
  • مع اختلاف أسلوب وطريقة كل منهم في إيصال هذه الأفكار والمعلومات.
  • سواء عن طريق النصوص أو الرسوم التوضيحية أو أي شكل آخر من أشكال التعبير.
  • وعندما نقول رقمياً، أي أن التكنولوجيا دخلت إلى جميع هذه الأساليب، وأصبحت جزءاً منها.
  • فأصبح إنشاء هذا النوع من المحتوى علماً كاملاً وفناً إبداعياً يحتاج إلى الكثير من الخبرة.
  • وهو الآن يعبّر عن مختلف النصوص المكتوبة والصور أو الرسومات أو الخطوط البيانية.
  • إضافة إلى الفيديوهات والتسجيلات الصوتية، والمقالات والمنشورات في المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • والتي يتم إنشاؤها من قبل شخص أو شركة أو مؤسسة تعليمية عامة أم خاصة.
  • وتهدف جميعها إلى إيصال المعلومات لذهن الفئة المستهدفة سواء أكانوا أطفالاً أم كباراً.
  • وسواء أكانوا يجتمعون في قاعات على أرض الواقع، أو عبر تطبيقات التواصل من داخل منازلهم.
  • وسواء أكان هذا المحتوى محاضرات لجامعات افتراضية، أم دورات تدريبية تقنية أو مهنية.
  • أو أي مجال آخر يتم تعليمه لشريحة معينة من الناس بطريقة إلكترونية.
  • وتتعدد أهداف المحتوى التعليمي الرقمي.
  • فالبعض يقوم بكتابة المقالات أو إنشاء الفيديوهات التعليمية على اليوتيوب بهدف الربح.
  • أو يقوم بتصوير الكورسات والشروحات وبيعها على المنصات العالمية مثل يوديمي.
  • والبعض الآخر يقوم بإنشاء العروض التقديمية وتصميم الصور والفيديوهات وكتابة نصوص الوورد بهدف تعليمي غير ربحي، كما يحدث في معظم المدارس والجامعات الحكومية.

تاريخ المحتوى التعليمي الرقمي

يرتبط تاريخ المحتوى التعليمي الرقمي طبعاً بتاريخ الثورة التكنولوجية والنهضة الحديثة التي أرسى ظهور الكمبيوتر ومن بعده الإنترنت قواعدها الأساسية.

بينما فكرة إنشاء المحتوى، سواء أكان تعليمياً أم ثقافياً أم سياسياً أم دينياً أم رياضياً أم أدبياً، فلم تكن حديثةً إطلاقاً.

فما رأيك مثلاً بالرسوم الأثرية التي أقرّ العلماء أنها تعود لعشرات آلاف السنين السابقة؟

وإذا أتيح لك الاطلاع على بعضها، ستجد أنهم كانوا يرسمون جميع تفاصيل حياتهم وعلومهم على الصخور وجدران الكهوف.

أليس هذا إنشاء محتوى تعليمي؟

نعم يمكن إيضاح الفكرة أكثر عندما نقول أن هذه الرسوم كان تحتوي على تفاصيل المعالجة الطبية والتحنيط وأنواع الأسلحة وأساليب المعارك وحتى طرق إشعال النار وبعض الحيوانات المفترسة التي كانت تتواجد في عصرهم.

ولا يمكن إنكار الفوائد العظيمة التي نالها علماء العصر الحديث من خلال هذه الرسومات.

حيث استفادوا من العلوم الموجودة فيها لتطوير الكثير من علوم الطب الحديث.

أما تحوّل هذا المحتوى التعليمي إلى النوع الرقمي فيعود لبداية التسعينيات من القرن الماضي.

عندما ظهر الإنترنت وأطلقت العبارة الشهيرة التي تقول أن المحتوى هو الملك.

فاتجه الجميع نحو تطوير المحتوى الرقمي على أجهزة الكمبيوتر، ونشره على شبكة الإنترنت.

وكان يتطور بتطوّر كليهما، لأن هذا يعني تطوّر أساليب وأدوات إنشائه من برامج وتطبيقات.

لتشمل برامج الهواتف الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.

وأصبحت بمجملها عبارة عن وسائط رقمية وكتب إلكترونية ورموز وخرائط وخطوط بيانية ومنشورات.

اقرأ أيضاً: اعلانات جوجل | استخداماتها وميزاتها وأنواعها.. وأشهر المصطلحات المرتبطة بها

التحوّل نحو المحتوى التعليمي الرقمي

حرص وزارات التعليم على نشر المحتوى الرقمي

  • لاحظنا في الآونة الأخيرة الحرص الكبير والاهتمام الذي حظي به المحتوى التعليمي الرقمي من قبل جميع وزارات التربية والتعليم في مختلف الدول.
  • ناهيك عن المناهج التي تتعلق بالجامعات الافتراضية، أو حتى المناهج الحديثة التي تم إنتاجها لتناسب نظام التعليم عن بعد في ظل إغلاق العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية.
  • يُضاف إلى ذلك أيضاً المناهج الرقمية التي تم إنتاجها من قبل الوزارات والمدارس نفسها لتقديمها للطلاب في صفوفهم وقاعات دراستهم.
  • فقد تم تشكيل العديد من اللجان الخاصة بهذا النوع من المناهج، وتم تدريب العديد من المدرسين ليصبحوا قادرين على إنشاء هذا المحتوى.
  • وتم الإيعاز إلى جميع المدارس بتقديم المحتوى الرقمي لشرح الدروس بواسطة العروض التقديمية بالباوربوينت أو الصور الإيضاحية أو حتى الأناشيد والفيديوهات التي يتم عرضها بجهاز الإسقاط والذي يدعى بالبروجيكتور.
  • وكانت النتائج التفاعلية لدى الطلاب مع هذا النوع من المحتوى رائعة ومبشّرة.
  • ولعلها الخطوة الأولى والأهم في إطار التحوًل نحو نشر المناهج الرقمية، وجعل أسلوب التعليم كاملاً من النوع الرقمي.

متطلبات هذا التحوّل

هناك العديد من المتطلبات التي ينبغي على وزارات التربية والتعليم توفيرها للمدارس حتى تستطيع تحويل نظام التدريس فيها إلى رقمي.

ومن أهم هذه المتطلبات ما يلي:

  1. في البداية لا بد من توفير المحتوى التعليمي الرقمي للمدارس، إما على شكل مناهج، أو محتوى إيضاحي لشرح الدروس.
  2. تدريب المدرسين على كيفية إنشاء هذا المحتوى والتعامل معه، وإجراء دورات تدريبية لهم لاستخدام البرامج والتطبيقات المساعدة.
  3. توفير الأدوات المساعدة لتقديم المحتوى الرقمي، من قاعات وأجهزة عرض وأجهزة كمبيوتر ومضخمات الصوت وغيرها.
  4. تأمين البرامج اللازمة لإنشاء المحتوى، وخاصة برامج الأوفيس بشكل أساسي.
  5. إدخال هذه المناهج بشكل تدريجي، مع إيضاحها وشرحها لكل من الطلاب وأهاليهم.
  6. العمل على نشر ما يتم إنشاؤه في المدارس من محتوى رقمي، بعد التأكد من جودتها.
  7. متابعة نتائج نشر هذا المحتوى وإدخاله في المناهج بشكل مستمر.
  8. وضع خطط عمل مرتبطة بمدة تنفيذ محددة للانتهاء من تدريس كل منهاج رقمي على حدا.

مميزات المحتوى التعليمي الرقمي

  • من أهم مميزات المحتوى التعليمي الرقمي أنه يمكن أن يتم تقديمه عن بعد، دون الحاجة لتجمع التلاميذ في قاعة واحدة.
  • كما أنه يعمل على التنمية الشاملة للتلميذ ويزيد من قدرته على استخدام التكنولوجيا الحديثة وانفتاحه على العالم.
  • يمكن للمدرّس من خلاله التحكم الكامل في الأفكار والقيم التي تساعده في توجيه التلاميذ بشكل سليم.
  • حيث يمكنه إنشاء محتوى رقمي خاص به أو بمدرسته، بجانب المنهاج المقدّم من الوزارة.
  • يزيد من تفاعل الطلبة، حيث أنه في الأساس محتوى تفاعلي.
  • يزيد من استيعاب التلاميذ بشكل كبير، حيث أنه موجّه للجميع باختلاف قدراتهم ومستوى ذكائهم.
  • يمكن للطلبة إعادة حضور الدروس أو الحصول عليها في أي وقت بعد انتهائها.
  • من الممكن أيضاً أن يتم اشراك التلاميذ في صناعة المحتوى، من خلال الأنشطة وحلقات البحث التي يُطلب منهم إنجازها.
  • يغني عن استخدام الورق والأقلام والطباشير والأدوات الإيضاحية الملموسة.

اقرأ أيضاً: وسائل التواصل الاجتماعي | أنواعها وخصائصها وإيجابياتها وسلبياتها.. وأهم النصائح لاستخدامها

أهداف رقمنة المناهج

التوجّه نحو رقمنة المناهج ليس أمراً عبثياً، بل يرمي إلى الكثير من الأهداف والتي نذكر منها ما يلي:

  1. نشر التكنولوجيا واستخدام أجهزة الكمبيوتر بين الطلبة.
  2. الحفاظ على صحة وسلامة كل من الأساتذة والطلاب، من خلال ثقافة التعليم عن بعد.
  3. متابعة التحصيل العلمي للتلاميذ، وإنقاذهم من ضياع الدروس أو الفصول الدراسية عليهم.
  4. إيجاد حل جذري لمشكلة قلة عدد المعلمين أو ندرتهم في بعض المدارس، إضافة لمشاكل الإجازات والغياب المتكرر أو الطويل.
  5. إضافة أنشطة تفاعلية لإثراء الدروس ومشاركة التلاميذ بشكل أكبر.
  6. التخلص من سياسة التلقين، وجعل التعليم أكثر مرونة.
  7. حث التلاميذ على البحث عن المعلومات بشكل أوسع، وتفعيل ثقافة التعلّم الذاتي لديهم.
  8. خفض التكاليف الكبيرة جداً التي كانت تنفقها الوزارة على الصفوف في المدارس، سواء من ناحية سبل التدفئة والتبريد أو المقاعد أو الأقلام والطباشير، وغيرها من التكاليف.
  9. الحصول على مناهج ومعلومات واضحة وبسيطة ومشوّقة يمكن نشرها بجميع الوسائل التكنولوجية المتاحة، مما يسهّل وصول الجميع إليها.

أنواع المحتوى التعليمي الرقمي

النصوص الكتابية

من المعروف أن النصوص الكتابية هي أساس المناهج التعليمية.

وبالتأكيد فإن جميع الكتب والمحاضرات والأنشطة والتدريبات وحلقات البحث تكون عبارة عن نصوص مكتوبة.

ولا يهم كثيراً الطريقة أو البرنامج الذي تمت من خلاله كتابة هذه النصوص.

وإنما ما يهم بالفعل هو جودة هذه النصوص وطريقة عرضها وترتيبها وسهولة إيصالها للمعلومة أو الفكرة لذهن الطالب.

ومن أهم البرامج الحاسوبية التي يتم استخدامها لكتابة وتنسيق نصوص المحتوى الرقمي هو برنامج Word.

ناهيك أيضاً عن المنشورات الكتابية على الصفحات وحسابات التواصل الاجتماعي المختلفة.

مثل صفحات المدارس والمعلمين على الفيس بوك وتويتر، او على الواتس أب.

إضافة إلى المقالات التعليمية التي يتم نشرها في المدونات والمواقع والمنتديات الإلكترونية.

ومن أهم ما يميز هذا التوع من المحتوى الرقمي هو سهولة إنشائه، ولكن لا يعني ذلك بطبيعة الحال أنه لا يتطلب وقتاً كبيراً لكتابته.

الصور والرسومات

منذ القدم وحتى الآن والإنسان يستخدم الأشكال والصور والرسوم والرموز التوضيحية للتعبير عن كل ما يعرفه ومشاركته مع الآخرين.

ويرجع ذلك إلى التأثير الكبير التي تحمله الصور في ذهن المتلقي.

حيث أن صورةً واحدة واضحة ومعبرة يمكن أن تغني عن صفحة نصية كاملة مكتوبة.

وكما يقال دائماً بأن الإعلام المرئي أقوى من الإعلام المقروء.

أي أن صورة تظهر في التلفاز تعبّر بشكل أكبر بكثير من مقالة تقرؤها في الصحيفة.

وحتى أن الكثير من الدراسات وجدت أن المقالات والدروس والنصوص التي تحتوي على صور تكون محببة أكثر للقرّاء، وتشجّعهم على إكمال قراءتها.

لذلك من المهم جداً أن يضم المحتوى التعليمي الرقمي الكثير من الصور والرسومات الإيضاحية.

ومن ميزات هذا المحتوى سهولة تصميمه وبوقت أقصر بكثير من المحتوى النصي.

ولكن في حال كانت الصور تحتوي على كتابة، فهذا يحد من قدرتها الاستيعابية لكمية أكبر من المعلومات.

الفيديو

إذا كان للصور هذا التأثير الكبير في ذهن القارئ، فكيف بمقاطع الفيديو إذاً؟

دعني أسألك عزيزي القارئ، من هو المعلّم الأول للجميع في أيامنا الحالية؟

أو بعبارة أخرى، إلى أبن يتجه الناس اليوم لإيجاد أي معلومة يبحثون عنها؟

لو طرحت هذا السؤال على أي شخص فسيجيبك بلا شك أن اليوتيوب هو مقصد الجميع للتعلّم الذاتي.

ما الذي يجعله يا ترى يحتل هذه المكانة بيننا، لن أكثر من أسئلتي عليك، فجميع إجاباتها تتلخص في أن محتوى الفيديو اليوم هو الملك.

والجميع يرغب في مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية ويستمتع بها ويتفاعل معها أكثر من أي نص مكتوب.

وهذا ما جعل المدرّسين يتجهون نحو تصوير محاضرات ودروس على شكل مقاطع فيديو ذات جودة عالية.

بحيث يستطيع الطالب مشاهدتها في أي وقت يريده.

ويمكن أن تكون هذه المقاطع عبارة عن مكالمات فيديو جماعية بين المدرّس وطلبته، باستخدام برنامج متطور مثل Zoom.

ويعتبر هذا المحتوى من أكثر الأنواع تأثيراً وتحقيقاً للأهداف التعليمية المرجوّة.

ولكنها قد تحتاج إلى وقت طويل وبرامج متطورة للمونتاج، من أجل إخراجها بشكل مميز وإبداعي.

كتب إلكترونية

يمكننا القول بأن هذه الكتب هي النسخة الرقمية من الكتب الورقية.

حيث يمكن تصوير المنهاج المطبوع وترتيبه وحفظه بشكل ملف PDF، أو حتى بشكل مستند Word.

المهم أن يتم نقل محتواه بالكامل من نصوص وصور ورسومات إلى الشكل الرقمي الإلكتروني.

ولن نحتاج لشرح مدى أهمية هذا النوع من الكتب والتي تتوقر لك بالمجان، ولن تحتاج لتفريغ مساحة من مكتبتك أو غرفتك للاحتفاظ بها.

بل يكفي أن تحتفظ بها على هاتفك أو حاسوبك أو حتى القلاش ميموري الخاصة بك.

اقرأ أيضاً: التواصل الاجتماعي | تعريفه ومكوناته وأنواعه وفوائده وضوابطه.. وأهم العوامل المؤثرة عليه

صوتيات

لا يحتاج هذا النوع من المحتوى إلى إضافة أي صور أو مقاطع فيديو أو رسومات توضيحية.

حيث يكفي أن يتم تسجيل صوت المدرّس أثناء شرحه للدرس.

أو مشاركته بعض التسجيلات الصوتية لعلماء آخرين.

أو حتى مشاركة بعض الأناشيد والمقاطع الصوتية التي تفيد في شرح محتوى الدرس.

وعلى الرغم من افتقاد هذا النوع للتأثير البصري، إلا أنه مفيد جداً في حفظ المعلومة وتثبيتها في ذهن القارئ، وخاصة إذا كرر سماعها مرات ومرات.

ويمكننا إيضاح أهميتها في التعليم من خلال ذكر مثال أشرطة وتسجيلات القرآن الكريم والتي يتم إعادة تشغيلها للأطفال بشكل مستمر حتى يتمكنوا من حفظ السور التي تحتويها.

الانفوجرافيك

يعتبر من أحدث أنواع المحتوى التعليمي الرقمي، ويزداد إقبال الناس عليه بشكل كبير يوماً بعد يوم.

ولعلنا نشاهده دوماً في المواقع التي تعرض الإحصاءات البيانية أو الكثير من الأرقام أو ميزات الهواتف والمقارنات فيما بينها.

ومن أهم ميزاته سهولة إيصال المعلومات للقارئ، وجماليتها وتناسق ألوانها.

إضافة إلى ترتيب المعلومات فيها بشكل جاذب ومريح لعين القارئ.

ولكنها قد تكون صعبة التنفيذ أو مكلفة وتحتاج لوقت أطول في بعض الأحيان.

كيفية صناعة المحتوى التعليمي الرقمي

  • لا تعتبر عملية صناعة وإنشاء المحتوى التعليمي الرقمي عملية بسيطة كما يظن البعض.
  • وأيضاً ليست عملية معقدة للغاية، لكنها تحتاج إلى الخبرة والدراية الكاملة بكل خطوات إنشائه.
  • وأولى خطوات صناعة هذا المحتوى هي تحديد الهدف منه.
  • وليس فقط يهم موضوع تحديد الأهداف المدرّس التربوي، وإنما يهم التلاميذ أيضاً، كي يستطيعوا معرفة الغاية والأهداف المتوقعة منهم بعد دراسة كل بحث.
  • أما الخطوة الثانية فتتمثل في اختيار المواضيع الهامة والمفيدة بدقة، وبما يتناسب مع الفئة المستهدفة.
  • ومن ثم يتم جمع المعلومات والملفات الرقمية التي تشرح المواضيع التي تم اختيارها.
  • ويجب مراعاة ألا تحتوي هذه الملفات أو النصوص أو الصور أو المقاطع على حقوق نشر لجهة ما.
  • ثم يتم ترتيب المواضيع والعناوين الفرعية منها وأفكار المنهاج أو المحتوى بشكل متسلسل ومترابط، بحيث ينتقل الطالب من فكرة إلى أخرى بكل سلاسة.
  • ومن ثم يتم الاستعانة بالبرامج الحاسوبية لإخراج هذا المحتوى على شكل كتاب إلكتروني أو عرض تقديمي أو مقالة أو نصوص وورد أو أي قالب تفاعلي مناسب لأهداف المحتوى.
  • وأخيراً يتم نشر وتوزيع هذا المحتوى على المدارس وعلى شبكة الإنترنت عبر المواقع الرسمية والصفحات والمنتديات المهتمة، ليستطيع المدرسين والطلاب وأهاليهم الوصول إليها.

هكذا نجد أن المحتوى التعليمي الرقمي من أهم أسس المناهج الحديثة، وهناك ضرورة كبيرة للانتقال إليه في مدارسنا.

وقمنا في هذه المقالة بتعريف هذا المحتوى، وعرض تاريخ تطوره.

مع شرح حرص الوزارات على التحوّل إليه وأهم متطلباته ومميزاته وأهدافه.

كما أوضحنا أنواع المحتوى التعليمي الرقمي وطريقة صناعته.

نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما يفيدكم، ويسرنا الإجابة على جميع استفساراتكم في التعليقات.

اقرأ أيضاً: ايجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.. ومفهومها.. ومكانتها في حياتنا