سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين كثيرة ويعلمها الجميع، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن منع المراهقين من استخدامها.

حيث أن هذه الوسائل والمواقع أصبحت جزءا لا يتجزأ من العصر الرقمي الذي نعيش فيه.

كذلك إلى جوار السلبيات العديدة نجد العديد من الفوائد والمميزات التي لا غنى عنها أيضا.

وفي هذا المقال سوف نلقي نظرة على أهم السلبيات التي يمكن أن تؤثر على أي مراهق يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بدون إشراف أو رقابة.

ومعرفة هذه السلبيات سوف يساعدنا على مواجهتها والتغلب عليها.

سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين

تمتد سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي لتصيب الجميع، ولكن للمراهقين نصيب كبير من التعرض لهذه السلبيات بسبب طول مدة استخدامهم لهذه المواقع وكذلك قلة خبرتهم وقابليتهم للتأثر بهذه السلبيات بشكل كبير.

وفيما يلي سوف نستعرض أبرز السلبيات حتى نساعد أولياء الأمور على مواجهتها وحماية الأبناء منها.

سيل من المعلومات بدون تدقيق

شبكات التواصل الاجتماعي بدأت في الأساس كشبكات للتعارف والتواصل الهادف.

ولكن بعد قليل تحولت إلى مواقع لمشاركة كل شيء بدءا من الصور الشخصية والمعلومات الخاصة وانتهاء بالآراء السياسية والاجتماعية والأخبار والمعلومات العامة.

ووسط هذا السيل من البيانات ومقاطع الفيديو والصور أصبح من الصعب التحقق من كل ما تقع عليه أعيننا.

كذلك أصبح هذا القدر الكبير من المعلومات سببا في الإلهاء عن الأمور النافعة.

ولأن المراهقين قليلي الخبرة فإن الكثير من هذه المعلومات قد يتسبب في ارتباكهم وحصولهم على العديد من الأسس الخاطئة التي يبنون عليها وجهات نظرهم.

كذلك يتسبب التدفق الكبير من المعلومات في حالة من الحيرة التي قد تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية المختلفة.

مشكلات الخصوصية

من أبرز سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وعلى غيرهم من جميع الفئات العمرية قضية الخصوصية وما يرتبط بها من مشكلات كثيرة.

فبسبب وجود قدر كبير من البيانات التي يتم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن مقدار الخصوصية يتقلص بشكل مستمر.

أيضا العديد من اتفاقيات استخدام المواقع والمنصات تجبر المستخدمين على الموافقة على استخدام قدر كبير من المعلومات الشخصية لأغراض تجارية.

ويمكن للمراهقين التورط في العديد من المشكلات بسبب مشاركة البيانات بشكل غير محسوب.

أيضا ربما يتطور الأمر إلى حدوث بعض الحوادث بسبب هذه الإتاحة العلنية للمعلومات والبيانات.

التعرض للتنمر أو الضغط من قبل الأقران

من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي أيضا إمكانية التعرض لعدد من أشكال التنمر الإلكتروني المختلفة.

كذلك يمكن أن يولد التواصل المستمر مع الأقران عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضغطا كبيرا على المراهقين لمحاولة الظهور والشعور بالقبول.

وبالطبع يمكن أن يتعرض أي شخص لهذه الآثار السلبية، ولكن المراهقين هم أكثر الأشخاص عرضة لهذه المشكلة.

وأخطر ما في هذا الأمر هو أن الأفعال التي يقوم بها المراهقون المتنمرون قد تكون أكثر حدة من الأفعال التي يمارسونها في المدرسة أو في أي مكان آخر، حيث يكون لديهم انطباعا بأنهم مجهولي الهوية وبعيدين عن المحاسبة عند التخفي وراء الحسابات الوهمية أو الأسماء المستعارة.

وتشير العديد من الدراسات والإحصائيات إلى أن هذه المشكلة تؤدي إلى القلق والأعراض الشبيهة بالاكتئاب عند المراهقين، وهو ما يدفع العديد منهم إلى الإقدام على الانتحار أو إيذاء النفس.

ودائما ما تشير الأبحاث والمقالات ذات الصلة إلى هذا التأثير من أجل حث الراشدين من أولياء الأمور والمشرفين التربويين وغيرهم على مراقبة هذه الأمور والحد من مخاطر هذه الآثار السلبية.

اقرأ أيضا من مقالات موقعنا:

سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على كافة الأصعدة.. مع أهم النصائح لمعالجتها

المحتوى التعليمي الرقمي | تعريفه وتاريخه وأنواعه والتحوّل نحوه.. وكيفية صناعته

الاهتمام بالعلاقات الافتراضية بدلا من العلاقات الاجتماعية الحقيقية

من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وعلى جميع الفئات العمرية ما يحدث من اهتمام بالجوانب الاجتماعية الافتراضية بدلا من العلاقات الحقيقية.

وفي الوقت الحالي أصبح من الشائع إرسال الرسائل الإلكترونية وترك التعليقات للأهل والأصدقاء بدلا من التواصل الحقيقي معهم.

وبالطبع يؤدي هذا الأمر إلى تقليل المهارات الاجتماعية التي يمكننا استخدامها أو اكتسابها في الحياة الواقعية.

وبسبب هذه السلوكيات والآثار السلبية يمكن أن يصبح بعض المراهقين أكثر انطوائية أو أكثر عدائية للمجتمع.

كذلك يؤثر هذا الأمر على طريقة تواصلهم مع الأشخاص الآخرين وخاصة في المدرسة أو الجامعة أو عند التخرج والالتحاق بالعمل، وهو ما يؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية والعملية.

تشتيت الانتباه

وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون سببا رئيسيا لتشتت الانتباه وفقدان الكثير من الوقت المخصص للعمل أو التحصيل الدراسي.

ومجرد التمرير على صفحات Facebook أو Instagram أثناء ممارسة الأعمال أو الدراسة يمكن أن يضيع ما يصل إلى 70 ساعة من الوقت المخصص للإنتاج في كل شهر.

ولهذا ينصح الخبراء بإيقاف تشغيل الإشعارات على الهاتف المحمول أو المتصفح أثناء ممارسة المهام المختلفة.

كذلك يجب أن تخصص لنفسك وقتا محددا للراحة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من مطالعتها في أي وقت.

أيضا عند الرغبة في التحدث إلى شخص في أمر له علاقة بعملك أو دراستك فحاول أن تتصل به تليفونيا بدلا من استخدام تطبيقات المراسلة.

التأثير على الساعة البيولوجية

التعرض المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي والإلكترونيات بشكل عام يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرغبة في النوم.

كذلك يؤدي الضوء الأزرق الذي يصدر من شاشات الأجهزة المختلفة إلى تحفيز المخ للاستيقاظ.

كذلك قد تؤدي العديد من المشكلات الذهنية ونوبات التفكير في المعلومات المتاحة عبر الشبكات المختلفة إلى الشعور بالأرق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد.

وكل هذه الأمور تؤدي في النهاية إلى عدم انضباط الساعة البيولوجية الخاصة بالجسم، مما يسبب العديد من المشكلات الصحية والنفسية.

التعود على الحياة الخاملة

بسبب ما تفرضه الأجهزة الإلكترونية على المستخدمين من الجلوس لفترات طويلة، فيمكن أن تؤدي كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى أسلوب حياة أكثر كسلا.

ويمكن أن يؤدي عدم بذل الأنشطة البدنية بصورة منتظمة لعدد كبير من المشكلات الصحية وخاصة عند الأطفال أو المراهقين.

وبالطبع إذا ترافق هذا الأمر مع بعض العادات السيئة مثل كثرة تناول الطعام أو التدخين فقد يؤدي هذا إلى كارثة.

نشر الشائعات والمعلومات الخاطئة

بسبب اعتماد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الطبيعي الرجوع إليها عند الرغبة في التأكد من بعض الأخبار.

وهذا الأمر يؤدي إلى العديد من المشكلات بسبب عدم تحري الدقة لدى الكثير من مستخدمي هذه الشبكات عند نشر الأخبار أو المعلومات.

وتشير العديد من الإحصائيات بأن المعلومات الخاطئة والشائعات تنتشر عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بست مرات من المعلومات الحقيقية.

كذلك تحصل المشاركات المزيفة والإشاعات على مشاركات أعلى من المشاركات التي تحصل عليها الأخبار والقصص الحقيقية.

التأثير السلبي على التحصيل الدراسي

من أبرز سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين التأثير الذي يحدث على تحصيلهم الدراسي وقدرتهم على إنهاء واجباتهم المدرسية.

ويؤدي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وبشكل خاص وسائل التواصل الاجتماعي إلى ضعف مستوى الطلاب العلمي.

ولهذا من المهم أن يحرص أولياء الأمور على تنظيم الوقت والطريقة التي يتعامل بها الأبناء مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل عام.

ارتباط استخدام شبكات التواصل الاجتماعية بالاضطرابات الشخصية

حسب بحث صادر عن جامعة بيتسبرغ تبين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من أعراض الاكتئاب وكذلك الأعراض الشبيهة به.

وتزيد حدة هذه الأعراض عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 32 عاما، ولكنها تكون واضحة أيضا عند المراهقين.

كذلك يمكن أن تؤدي هذه المنصات إلى الإدمان، وهو الذي يتسبب أحيانا في زيادة السلوكيات النرجسية والانعزالية والنقمة على المجتمع.

صعوبة العثور على وظيفة مناسبة

من المخاطر التي قد يتعرض لها الأشخاص أيضا بسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي عدم القدرة على إيجاد فرص العمل بسهولة.

ويؤكد العديد من مسئولي التوظيف والموارد البشرية بأن العديد من المتقدمين لشغل الوظائف تظهر ملفاتهم الشخصية العديد من الجوانب السلبية.

وقد تكون هذه الجوانب متمثلة في بعض الأخطاء الهجائية أو استخدام الألفاظ النابية، ولكنها قد تصل أيضا إلى الإشارات الإباحية أو ما قد يتطور إلى ممارسات غير سوية.

وقد لا يدرك بعض المراهقين والشباب أن ما يقومون بتداوله على صفحاتهم يمكن أن يؤثر على مستقبلهم المهني، ولكن هذا بالفعل ما قد يحدث.

التعرض للجرائم الإلكترونية

استخدام التكنولوجيا بشكل عام محفوف بالمخاطر، وتعد وسائل التواصل الاجتماعي من الأبواب الخطيرة التي قد تعرض الشخص لخطر الجريمة الإلكترونية.

وفي هذا العصر تطورت الجرائم الإلكترونية بصورة كبيرة اعتمادا على التطور التقني الهائل وسرعة تداول المعلومات والبيانات.

ولهذا يجب أن يحرص الآباء وأولياء الأمور على تدريب المراهقين على مواجهة هذه المخاطر وترشيد استخدامهم لوسائل التكنولوجيا حتى لا يقعوا فريسة لهذه الجرائم الإلكترونية.

أهم إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي

بعد أن استعرضنا أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين ، سوف نتعرف الآن على أهم الإيجابيات أيضا من أجل الموازنة العادلة بين الجانبين.

القدرة على الاتصال غير المحدود

من أهم المزايا التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي القدرة على الاتصال غير المحدود بأي شخص في أي مكان في العالم.

ويستخدم العديد من الأشخاص هذه الوسائل من أجل التواصل مع العائلة أو الأصدقاء أو الأشخاص أصحاب الاهتمام المشترك.

كذلك توفر هذه الوسائل طرقا سهلة ورخيصة من أجل البقاء على اتصال مع الأشخاص الذين نهتم بهم.

تداول المعلومات والأخبار في لمح البصر

قبل ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كان على الأشخاص انتظار القنوات الإخبارية المختلفة أو الصحف اليومية من أجل معرفة الأخبار.

ولكن الآن صار من الممكن الإطلاع على الأخبار ومشاهدة الأحداث بشكل مباشر عبر أي هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر متصل بالانترنت.

كذلك تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للمستخدمين بتعيين الأولويات الخاصة بهم من أجل الحصول على إشعارات لحظية عند حدوث أمر يستدعي انتباههم.

التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي الآن على زيادة الوعي بالعلامات التجارية المختلفة.

وهذا الأمر يمنح الشركات المزيد من القدرة على الوصول للمستهلكين المستهدفين، ويساعد المستهلكين أيضا على سهولة الوصول إلى المنتجات والخدمات التي تهمهم.

الترفيه والتثقيف

تساعد شبكات التواصل الاجتماعي الأفراد على الحصول على قدر من الترفيه والتثقيف من خلال العديد من القنوات المختلفة.

ورغم ما قد تسببه هذه الشبكات من إدمان وعدد من المشكلات الصحية أو النفسية، إلا أن الاستفادة من المحتوى الهادف وترشيد الاستخدام يمكن أن يكون نقطة إيجابية رائعة.

مساعدة الطلال على التحصيل الدراسي

على الرغم مما ذكرناه من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الطلاب وقدرتهم على التحصيل الدراسي، إلا أن هناك أيضا العديد من المؤشرات والأنشطة التي تدل على استفادة الطلاب من وسائل التواصل الاجتماعي بصورة إيجابية.

وتساعد الآن العديد من الأدوات المخصصة لممارسة الأنشطة المدرسية والعمل التعاوني على زيادة قدرة الطلاب على التفاعل مع الزملاء في الصف والقدرة على التحصيل الدراسي والاستيعات بشكل أكثر إمتاعا.

وقد تساعد هذه الأدوات الطلاب الخجولين على الانطلاق والتعبير عن شخصياتهم والمشاركة الإيجابية في الأنشطة الدراسية المختلفة.

وبذلك نكون قد استعرضنا أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وكذلك أبرز الإيجابيات التي يمكن تحقيقها.

اقرأ أيضا من مقالات موقعنا: التواصل الاجتماعي | تعريفه ومكوناته وأنواعه وفوائده وضوابطه.. وأهم العوامل المؤثرة عليه