يعتبر التحول الرقمي في التعليم من أهم صيحات التكنولوجيا الحديثة وأكثرها تطوراً والتي فرضتها التغيرات المختلفة التي ألمت بالعالم في الآونة الأخيرة.
فاليوم نعيش في عالم بالغ التطور التقني والالكتروني وعلى مختلف الأصعدة وخاصة على الصعيد التعليمي.
فإذا كنت تبحث عن كل ما هو حديث في مجال تطوير التعليم وأساليبه، فهذا المقال سيكون دليلك الوافي والمبسط للاطلاع والتعرف على أهم التقنيات الرقمية المتبعة في دعم العجلة التعليمية لهذا العام.
التحول الرقمي في التعليم
بدايةً ينغي لنا أن نتعرّف على التحول الرقمي بمفهومه الأشمل، ومن ثم سوف نستعرض دوره في عملية التعليم.
التحول الرقمي:
هو عملية استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء عمليات تجارية واكتساب خبرة وثقافة من تجارب العملاء الجدد، أو تعديلها بهدف تلبية متطلبات الأعمال والسوق المتغيرة، أي أنه إعادة تصور الأعمال والمشاريع في العصر الرقمي.
أما التحول الرقمي في المجال التعليمي:
فيتم من خلال القيام بأداء العملية التدريسية عبر فصول دراسية مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية التكنولوجية عن بعد.
كما يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين أن يكونوا المستهلك المستهدف من هذه الوسائط الرقمية.
ويمكن تعزيز تجربة دمج الطلاب بالوقع الرقمي المعاصر من خلال ما يلي:
- تمكين الطلاب من الدخول إلى منصات تدريسية تفاعلية عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو تطبيقات شبكة الانترنت.
- أيضاً توفير مجموعة واسعة من الخيارات للتعلم عبر الإنترنت.
- كذلك استخدام التكنولوجيا لتتبع تقدم الطلاب وفرض بروتوكولات التدخل.
- تمكين الكليات من تنظيم الفصول عن بعد.
قد يهمك أيضاً: الإبداع لا يستحدث من العدم.. ملفات فوتوشوب مفتوحة PSD بوسترات إعلانات
أفضل التقنيات الرقمية في مجال التعليم للعام 2021
كان عام 2020 عام الاضطرابات المختلفة على مستوى العالم وخاصة مع تفشي وباء كورونا.
وفرض إجراءات الحجر المنزلي وإيقاف العملية التعليمية واقتصارها على الوسائل الالكترونية.
غير أنه أحدث العديد من التطورات الأساسية وخاصة ما يعرف بالحلول الرقمية في التعليم كالتحول الواسع والمباشر إلى التعليم عن بعد.
إضافة إلى التهافت على استخدام التطبيقات والتعلم الهجين وغيرها من الأساليب الحديثة التي تنعكس إيجاباً على الطلاب والمعلمين عل حدٍ سواء.
وفي ظل التحديات التي فرضها هذا العام كان هناك توجه فعلي لعدد من الحلول التي يمكن اعتمادها كاتجاهاتٍ أساسية في عملية التعليم للعام 2021.
وهذه الاتجاهات هي كالتالي:
التعلم باستخدام تقنية النانو
يعتبر التعليم النانوي بأنه حل تعليمي صغير الحجم يتضمن تزويد الطلاب بمعلومات قليلة وعلى مدى فترات قصيرة.
وهذا من الأمور الجيدة في وقتنا الحالي، حيث أدى عصر المعلومات إلى انخفاض واضح في مدى الانتباه لدى الطلاب وزيادة الإجهاد لديهم.
وذلك لأنهم غير قادرين على تركيز كميات كبيرة من المعلومات ومعالجتها.
وذلك لأن أدمغة الطلاب باتت تنبض بتنبيهات وإشعارات مشتتة للانتباه يوماً بعد يوم والتي يرد عليها الجسم بارتفاع في هرمون الإجهاد الكورتيزول.
ومن هنا بات التوجه إلى استخدام تقنية النانو في التعليم أمراً ضرورياً وملحاً.
فقد ثبت علمياً أن التعلم على دفعات صغيرة يزيد من قدرة الطلاب على استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها.
وهذا الأمر يساهم في زيادة إنتاجيتهم وجذب انتباههم ومساعدتهم على التركيز في المذاكرة بشكل أفضل.
وبالنسبة لاستخدام تقنية النانو في الفصل الدراسي فإن ذلك يحتاج إلى عدة نقاط هامة وهي:
- معرفة الأمور التعليمية التي يحتاجها الطلاب بغية التركيز عليها.
- تحديد أهداف عملية التعلم.
- اختيار الأسلوب الملائم لكل طالب والذي يوصل له المعلومة بشكل مبسط وسهل.
- اعتماد المدة الزمنية القصيرة لتطبيق تقنية النانو التعليمية وذلك بقدر من 2 – 5 دقائق كحد أقصى.
قد يهمك أيضاً: بسهولة واحترافية.. برنامج مونتاج الفيديو واحتراف الإخراج والمونتاج في 2021
التحول الرقمي في التعليم من خلال الواقع الافتراضي والمعزز
كثيراً ما نسمع مؤخراً عن مفاهيم ومصطلحات جديدة في مجال التعليم الرقمي.
والتي تعتمد الأدوات التقنية والتكنولوجية في إيصال المعلومات للطالب ومن هذه المصطلحات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
حيث يعتمد أسلوب الواقع الافتراضي والمعزز على تكوين مشهد أو صورة ما حول أمر معين غير مادي لا يمكن لمسه باليد.
وإنما يتم الإحساس به من خلال مجموعة من المؤثرات البصرية والصوتية.
متطلبات الواقع الافتراضي والمعزز ضمن الفصل الدراسي
يعد اعتماد تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز ضمن الفصل الدراسي من الطرق الحديثة التي يمكن للطلبة ممارستها.
حيث تساعدهم على تكوين صور مماثلة للحقيقة والواقع بشكل فعلي، وكل ما يتطلبه الأمر لتطبيق هذه الوسيلة:
- كاميرا.
- شاشة رقمية.
- سماعات للرأس.
ويتم العمل بهذه الأدوات من خلال الشاشة الرقمية التي تقوم باستعراض الصور والمشاهد بطريقة متسلسلة.
وهذا الأمر سوف يساعد الطلبة على معايشة المشاهد التي تزودهم بها التقنيات الرقمية وكأنها موجودة أمامهم في اللحظة ذاتها.
وعلى سبيل المثال يمكن لطلاب الفصل الدراسي رؤية دب الباندا مثلاً وكأنه جالس بجانبهم على مقعد الدراسة.
وهذا الأمر يساعد ويحفز النشاط والتفاعل الإيجابي ضمن الحصص الدرسية، ويزيد من قدرة استيعاب الطلاب لموادهم الدرسية.
وسائل دمج الواقع المعزز والافتراضي ضمن الصف
يتم دمج الواقع الافتراضي والواقع المعزز بهدف تحقيق الهدف المرجو من التحول الرقمي في التعليم.
وذلك من خلال عدة خطوات وهي كالتالي:
الرحلات الميدانية:
وهي تعتبر مفيدة جداً في دروس الفن والجغرافيا والتاريخ، حيث يمكن للواقع الافتراضي أن يأخذ الطلاب في جولة حول أفضل المعارض والمتاحف والمدن في العالم دون مغادرة الفصل الدراسي.
قد يهمك أيضاً: لا تظهر بأقل مما تستحق.. أحدث استراتيجيات التسويق لتحقيق أهدافك الرقمية
الوظائف الافتراضية:
يقدم الواقع الافتراضي فرصة كبيرة للطلاب تعرفهم على قائمة بأهم الوظائف التي تأخذهم إلى مكان آخر خارج الفصل مما يكسبهم خبرة كبيرة ومباشرة من خلال القيام بوظائف متنوعة.
اعتماد التدريب بتقنية عالية:
تمتاز هذه الخطوة بتأثير كبير على الطلبة الذين يرغبون بممارسة مهنة في مجالات عدة مثل الطب أو الجيش.
حيث من الممكن أن يقدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز تدريباً عملياً على الحياة الواقعية.
وعلى سبيل المثال يمكن أن يظهر للطلبة تشريح جسم الإنسان من الداخل إلى الخارج وكأنهم يحضرون عملية التشريح.
الاندماج في اللغة:
يعتبر الاندماج في اللغة وممارستها من أفضل الطرق لتعلمها وإتقانها.
حيث يمكن للواقع الافتراضي تعليم الطلاب لغة أجنبية من خلال وضعهم بشكل افتراضي في عالم افتراضي والاستماع إلى لغتهم المستهدفة فقط.
قد يهمك أيضاً: عصر الاحتراف بالهاتف.. تعرف على أفضل برنامج مونتاج فيديو احترافي للايفون مجانًا
التعلم القائم على المشاريع
يعد التعلم من خلال المشروعات العملية من الطرق المتبعة لتدريس الطلاب والتي تعمل على مشاركتهم بكل همة ونشاط في المشروعات الواقعية.
حيث أن الطلاب يتعلمون بالممارسة مع قيام المعلمين بدور المرشد العملي.
والهدف من ذلك كله جعل الطلاب يحققون في سؤال أو قضية حقيقية وجذابة والرد عليها أيضاً.
وبذلك هم سوف يطورون مهارات التفكير النقدي والإبداع والتعاون والتواصل.
وتتضمن بعض مواضيع المشاريع لإشراك طلابك ودمجهم في حصتك الدرسية ما يلي:
- اقتراح فكرة مشروع حول إيجاد حلول لمشكلة بيئية محلية.
- أيضاً التفكير والبحث عن مصادر طاقة بديلة وجمع المعلومات في حلقة بحث.
- كذلك يمكن العمل على تحليل التصوير الفوتوغرافي أو التصوير الصحفي.
- أن تحاول كمعلم مناقشة الآراء المختلفة لطلابك حول نقاش شعبي أو أي موضوع يمكن الحديث به ضمن الفصل.
أما كيف يعمل التعلم القائم على المشاريع في الصف؟ فهذا الأمر يتمثل بالطرق التالية التي تقع على عاتق المدرس:
- كمعلم: عليك أن تضع الطلاب في مجموعات من أربعة أو خمسة طلاب.
- ثم اطلب منهم طرح بعض الأفكار لمشروعهم.
- كذلك احصل على ملاحظات طلبة الصف الآخرين واختر ما سيتم التركيز عليه.
- بعد ذلك اطلب من الطلاب البحث في مجال موضوعهم الخاص معاً
- ثم اطلب منهم إعداد عرض تقديمي رقمي حتى يتمكنوا من التدرب على استخدام التصميم والتكنولوجيا
- وختاماً، اطلب من الطلاب تقديم مشروعهم إلى بقية الفصل وتشجيع التعليقات والمناقشة.
التعلم التجريبي من اتجاهات التحول الرقمي في التعليم
يشتمل نهج التعلم التجريبي في مختلف المدارس و في جميع أنحاء العالم، على وضع الطلاب في مواقف من العالم الحقيقي.
كما يعمل على تقديم تجارب مباشرة يحتاجون فيها إلى ممارسة التخطيط واتخاذ القرار والعمل الجماعي ضمن الفصل.
وبالرغم من أنه يمكن القيام بذلك خارج الصف الدراسي، حيث من الممكن مثلاً: الذهاب إلى حديقة الحيوان، أو زيارة المتاحف، غير أنه من ضمن الاتجاهات التعليمية الرقمية للعام 2021
لكن، ما هي أنشطة التعلم التجريبي المتوفرة عن بعد عبر شبكة الانترنت؟
لنتابع معاً هذه الأنشطة المفيدة والعملية، والتي يتوجب على المعلم الإلمام بها للاستفادة منها في عملية التحول الرقمي، وهي كالتالي:
التدريبات التعاونية:
قم بتزود طلابك بمشكلة أو نقاش وضعهم في فرق واطلب منهم الخروج بأفكار وحلول.
قد يكون هذا نقاشاً جدياً، أو مشكلة عمل وهمية لجعلهم يفكرون في مجموعة من السيناريوهات.
لعب الأدوار:
حث الطلاب على تمثيل سيناريوهات مختلفة، حيث يمكن للموقف التخيلي أن يعلم الطلاب كيف يمكن أن تؤثر الإجراءات والسلوكيات المختلفة على النتائج.
العمل الميداني:
يمكنك كمعلم أن تطلب من طلابك الخروج وجمع البيانات.
كما يمكن القيام بذلك عبر الإنترنت من خلال الاستبيانات والدراسات الاستقصائية، والتي يمكن بعد ذلك تقديمها إلى الفصل.
التعليم عبر شبكة الإنترنت
التعلم عن بعد عبر الإنترنت هو الاتجاه التعليمي الأكثر انتشاراً لعام 2021
وعلى الرغم من أنه ظهر بدافع الضرورة في عام 2020. لكنه مع التطورات في تكنولوجيا التعليم، أصبح ممكناً ومطلوباً على نطاق واسع.
وبسبب تداعيات تفشي وباء كورونا العالمي، اضطرت المدارس إلى تجربة المزيد من التعلم عبر الإنترنت .
وقد لاقت هذه التجربة الكثير من الاستحسان سواءٌ من الطلاب أو من المدرسين، حيث أنها وسيلة مرنة وفعالة من حيث التكلفة، إضافةً إلى كونها متاحة أيضًا لمجموعة واسعة من المتعلمين لأنها تزيل مفهوم المكان.
ولذلك، يمكن اعتباره بمثابة كسر للحواجز في التعليم وفتح الباب أمام مجموعة أكبر من الطلاب.
وقد افتتحت العديد من المدارس حول العالم المزودة بالخدمات الالكترونية التي تهدف إلى إيصال المعلومات عن بعد.
وتهدف هذه المدارس من خلالها مواقعها الالكترونية التعليمية إلى فتح تعليمهم أمام الأطفال ذوي الأداء العالي من أي مكان في العالم.
وفي الختام كانت هذه أهم المعلومات حول تقنيات التحول الرقمي في التعليم، والتي قدمنا من خلالها عدة طرق ووسائل تعليمية حديثة، يمكنها رفد العملية التدريسية بكل ما هو جديد ورقمي.
آملين أن تلقى هذه المعلومات إعجابكم وأن تجدوا فيها كل الفائدة والمنفعة التي تبحثون عنها.
قد يهمك أيضاً: بسهولة وبدون تعقيد: تخطي تأكيد الهوية في الفيس بوك
قد يهمك أيضاً: تعرف على أفضل برنامج مونتاج وتحرير للفيديو في 2021
مشاركة الصفحة